تقرير إخباري: نقلًا عن ارابيان بيزنس

تقرير إخباري: نقلًا عن ارابيان بيزنس

من قلب اليمن، ترسي مجموعة هائل سعيد أنعم، أكبر شركات البلاد، نموذجًا من المرونة في التعاطي مع العمليات الحيوية للمجتمع اليمني

الخروج من أزمة: دروس في القيادة والتحول لحقبة كوفيد-١٩

قارب العالم على عام من المعاناة في جائحة أغلقت العديد من الاقتصادات وجمدت الكثير من الأعمال بل أرست نهجًا جديدًا في تعامل الحكومات والمنظمات مع التحديات الحرجة لمواصلة الأعمال، وسبل التنبوء بها والتخطيط استراتيجيًا لها.

ما بين بلورة آثار الجائحة على اقتصاد العالم، واستفاقة المجتمعات من التأثيرات الضاربة لكوفيد-١٩، ينشأ داخل مجالس الإدارات جدل حول كيفية إعادة تهيئة الأعمال المتأثرة بالجائحة، للتكيف مع حال جديد أو كالمعتاد  بما يضمن الابتكار والمرونة التشغيلية. وبات السؤال، كيف؟ وفي أي حال ستخرج الشركات من أكبر صدمة اجتماعية واقتصادية شهدها الكوكب منذ قرون؟

جنوبي شبه الجزيرة العربية، إلى حيث لا تلتفت عادة مراكز الأعمال العالمية، من قلب اليمن المنكوب بالأزمة، ترسي مجموعة هائل سعيد أنعم، أكبر شركات البلاد، نموذج من المرونة في التعاطي من العمليات الحيوية للمجتمع اليمني، في ظل حالة من عدم الاستقرار تشوبها تحديات شبه مستمرة من الاضطراب السياسي إلى المجاعة والكوارث الطبيعية وأزمة المناخ.

يقول نبيل هائل سعيد أنعم، العضو المنتدب مجموعة أتش.أس.إيه: "بالتزامها الراسخ نحو قيمها ومبادئها، تزداد مجموعة أتش.أس.إيه صلابة ويمكنها تجاوز جميع التحديات" ويضيف: "حتى في أصعب الظروف، نحن ملتزمون بواجبنا في مواجهة التحديات وتقديم منتجات وخدمات عالية الجودة."

من متجر للبيع بالتجزئة، أسسه أربعة أخوة من عائلة سعيد أنعم، في ثلاثينيات القرن الماضي، بمدينة تعز اليمنية، توسعت عمليات مجموعة أتش.أس.إيه، بحلول السبعينيات لتصبح إحدى رواد الصناعة والتجارة في المنطقة بعمليات تصل إلى جنوبي شرق آسيا وأوروبا. الآن، تعد مجموعة أتش.أس.إيه الشركة الأكبر في السوق اليمنية، وإحدى أكبر الشركات في الشرق الأوسط بأعمال تشمل قطاعات السلع الاستهلاكية والصناعة والتوزيع والتجارة والخدمات، وبقوى بشرية قوامها ٢٠ ألف موظف يعملون في أكثر من ٥٠ شركة تابعة، تزود أتش.أس.إيه المنظمات متعددة الجنسية والمجتمعات والعائلات، بالسلع والخدمات الأساسية محليًا وعبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لقد أحدثت البيئة غير المستقرة في اليمن تأثيرًا مدمرًا على اقتصاد البلاد وبنيتها التحتية، فقد دُفعت سلاسل الإمداد التوزيع في البلاد إلى نقطة الانهيار، قُوضت قدرة الاتصالات إلى حد اقتصر فيه توافر الإنترنت على المدن الكبرى فقط. وفي بيئة تشغيل فقد فيها العديد من اليمنيين في القطاعين العام والخاص رواتبهم، تضررت بالاقتصادات المحلية، وضعف النظام المصرفي، بل بات العمل كالمعتاد شبه مستحيل.

في مثل هذه الظروف الحرجة، ونظرًا لأهمية عمليات مجموعة أتش.أس.إيه الاستراتيجية لليمن وشعبها، فقد واجهت قيادة الشركة خيارًا صعبًا عندما اندلعت الاضطرابات في عام ٢٠١٥؛ فإما الخروج من السوق كحال العديد من المنظمات متعددة الجنسية والمنافسين، أو استيعاب تكلفة البقاء في اليمن على الرغم من الاضطراب الكبير في بيئة الأعمال؛ لتوفير شريان الحياة للعديد من المجتمعات التي تعتمد على عمليات الشركة في الوظائف والسلع والخدمات الحيوية. يؤكد نبيل: "لا يمكننا التخلي عن أهلنا في وقت .حاجتهم، هائل سعيد أنعم هي شركة عائلية، مبنية على قيم العائلة؛ فمؤازة مجتمعاتنا وخدمتهم لأجيال، جزء من حمضنا النووي"

لمواجهة التحديات التي تعترض طريقها نحو الاستمرار في خدمة المجتمعات المحلية، شرعت هائل سعيد أنعم في برنامج استثماري جريء وغير مسبوق في جميع أنحاء اليمن؛ فعلى مدى السنوات الأخيرة، استثمرت الشركة الملايين في إعادة بناء روابط الطرق والمواصلات في اليمن؛ للحفاظ على شبكات التوزيع وتمكين الشركات الصغيرة من الاعتماد على سلاسل التوريد الحالية. ونظرًا لأن مرافق الصرف الصحي في اليمن تضررت بشدة من الأزمة، فقد أعطت الشركة الأولوية للاستثمارات الرئيسية في البنية التحتية لمياه الصرف الصحي، وزيادة الوصول إلى المياه النظيفة في المناطق المحيطة بمصانع مجموعة أتش.أس.إيه - اليمن ومعالجة الحالات الرئيسية لطوارئ الصحة العامة.

في بيئة يشوبها العجز في الاحتياجات اليومية الضرورية، اتخذت هائل سعيد أنعم خطوات لتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب اليمني خلال فترة طويلة من الاضطراب، فعملت مع منظمة الصحة العالمية لتكييف مكونات العلامات التجارية الرئيسية للأغذية والمشروبات لزيادة قيمتها الغذائية. فضلًا عن، تقديم طرق مبتكرة لتعزيز طول عمر المنتج وفترة صلاحيته لاستدامة الإنتاج.
يقول العضو المنتدب مجموعة أتش.أس.إيه: "هذه الاستثمارات، التي تتم في أوقات مضطربة، تعزز قدرتنا على الوفاء بالتزامنا بالمرونة نحو سوقنا المحلي" موضحًا أنه: "من خلال استمرار العمليات، تمكنا من الحفاظ على مكانتنا الرائدة في السوق في عدد من الصناعات، والحفاظ على توفير السلع والخدمات الأساسية للشعب اليمني، ودعم اقتصاد البلاد والعديد من الشركاء الدوليين، بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية"
لم يقتصر الاستثمار فقط على تطوير البنية التحتية ومنتجات هائل سعيد أنعم، بل امتد إلى تدشين برنامج للتحول المؤسسي لتحصين الأعمال في المستقبل وتزويدها بالأدوات والقدرات والمهارات والمواهب المطلوبة للنمو، وهو البرنامج الذي صممه فريق الإدارة التنفيذية من الخبراء المتمرسين في المجموعة، وكفاءات استقطبت من شركات متعددة الجنسية، مثل مارس، وبروكتور آند جامبل، والمراعي، وإتش إس بي سي. يقول نبيل: "على الرغم من التحديات، فإن رحلة التحول هذه ضرورية لضمان وفرة الموارد المناسبة حتى نصبح في جميع مساعينا قائدًا عالميًا وشريكًا جديرًا". من خلال استراتيجيتها للتحول المؤسسي، تسعى مجموعة أتش.أس.إيه - اليمن إلى تعزيز التزامها طويل الأمد تجاه المجتمعات في جميع أنحاء اليمن، مع بناء منظمة عالمية المستوى رائدة في الجودة وابتكار المنتجات وتنويعها للاحتفاظ بحصتها في السوق اليمنية وتعزيز كفاءتها في العمل.


ومع استمرار الشركة في الاستثمار في تنويع محفظتها في السوق اليمنية لإحداث نمو وتحقيق هوامش ربح جيدة على الرغم من حالة عدم الاستقرار؛ فإنها في ذات الوقت طورت هيكلًا ماليًا بمعايير عالمية يتيح للشركة الاستفادة من فرص الأسواق الجديدة لفترة طويلة في المستقبل، فضلًا عن الاستثمار في القدرات الداخلية، مما عزز مكانة الشركة كنموذج في الامتثال والمواطنة المؤسسية.
يقول نبيل: "الاستعداد للمستقبل سيشمل الحفاظ على مكانتنا في السوق، وتحقيق نمو مستدام مع استمرار الوفاء بتراث وقيم هائل سعيد أنعم باليمن، بينما تتطلع هائل سعيد أنعم الله إلى عقد جديد، سيركز توجهها الاستراتيجي على النمو المستمر، مع جعل هائل سعيد أنعم باليمن أفضل مكان للعمل والازدهار بشكل شخصي ومهني، على المستويين الفردي والجماعي" ويختتم نبيل قائلاً: "لقد ركزنا بشكل كبير على النمو الاستراتيجي والتحسينات المستمرة وبلورة ثقافة داخلية قوية".

على مدار ٨٥ عامًا، قطعت مجموعة أتش.أس.إيه رحلة طويلة توسعت خلالها لتصبح واحدة من أكبر الشركات متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط. من متجر تجزئة واحد إلى تكتل متنوع، تظل فلسفة أتش.أس.إيه دون تغيير - بعمل الخير نحقق أداءً أفضل. يتماشى استثمار الشركة الكبير في أعمالها وموظفيها ومجتمعاتها مع رغبتها في لعب دور حاسم في دعم طموح الأجيال الصاعدة من اليمنيين.


في ظل سيطرة حالة عدم اليقين على البيئة الاقتصادية العالمية، وتوجه الشركات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه نحو تلمس فرص النمو وسط تذبذب الحصص السوقية وانهيار الاستراتيجيات الراسخة، تقدم قصة مرونة هائل سعيد أنعم في اليمن دراسة حالة للمؤسسات والشركات التي تسعى للخروج من الأزمة تحت وطأة الوباء العالمي. بينما نتعلم التكيف مع العصر الجديد من عدم اليقين قد نستقى من هذه التجربة درسًا في التركيز على تحديد فرص التكيف والنمو خلال فترات الاضطراب، والتعاون والابتكار مع الشركاء العالميين من أجل الصالح العام، مع الالتزام الصارم بالقيم الأساسية والمبادئ التوجيهية التي تقودنا نحو الازدهار والتطور.

  • تقارير صحفية